الثلاثاء، 10 مايو 2011

أطول مئذنة في العالم



مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء، قلب رمزي للمدينة يكتنز في أبهائه وحناياه إبداع الصانع المغربي الفنان المسلم، فالأطنان الخمسة والستون ألفًا من الرخام، وأعمدته ألفان وخمسمائة، وقاعة الصلاة تَسَعُ عشرين ألف مصلٍ إضافة إلى ثمانين ألفًا في الباحة.
 
ومئذنته أندلسية المقطع ترتفع مائتي متر فهي أعلى مآذن العالم، وأبرز مئذنة تطل على المحيط الأطلسي. والأبنية الملحقة بالمسجد تشكل مَجْمَعًا ثقافيّا متكاملاً بالإضافة إلى زخارف "الزليج" أو فسيفساء الخزف الملون على الأعمدة والجدران وأضلاع المئذنة وهامتها والحفر على خشب الأرز الذي يجلِّد صحن المسجد وأعمال الجص المنقوش الملون في الحنايا والأفاريز. ‏

يبدو أن المغاربةَ مسكونون منذ القِدَم بهاجس إنجاز أكبر مسجد في العالم، أو أطول منارة، أو أجمل صومعة تلفت أنظار الآخرين، وتجذبهم إلى على حافة البحر الأبيض المتوسط من جهة، والمحيط الأطلسي من جهة ثانية. ففي عهد الموحدين، وتحديداً في فترة حكم السلطان يعقوب المنصور " 1184- 1199 " والذي جعل من الرباط عاصمة له، بُنيت صومعة حسّان في الرباط، وشيّد جامع الكتبية في مراكش، والخيرالدا في أشبيلية. وفكرة الصومعة تتجسد في تشييد منارة لأكبر مسجد في العالم. وقد بُدء العمل في هذه الصومعة عام 1195، غير السلطان يعقوب المنصور توفي بعد أربع سنوات، فتوقف العمل في هذه المسجد، وقد بلغ إرتفاع الصومعة " 140 " قدماً " 44 " مترا، وهو في حقيقة الأمر نصف الارتفاع الذي كان مقرراً له وهو 260 قدماً أي " 86 " متراً، ولم يكتمل من المسجد سوى بضعة جدران، ومائتي عمود. وأن ما يميز هذه الصومعة أنها لا تحتوي على مراقي، وإنما على سطح منحدر يعتليه المؤذن ليؤذن بالناس. وقد أستخدمت الطريقة نفسها في بناء صومعة الخيرالدا في أشبيلية، لكن الاسبانيين غيروا جامورها، وأضافوا إلى قمتها جرساً كاتدرائياً، غير أن الشكل العام للصومعة ظل قريباً من منارة جامع الكتبية في مراكش. إن صومعة حسان، إضافة إلى ضريح محمد الخامس يعدان من المعالم السياحية المهمة في مدينة الرباط على وجه التحديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق